كثيرا ما نسمع عن المقالات الادبية و الدورات التدريبية التي تتحدث عن ادارة المشاعر ، سواء كانت هذه المشاعر ايجابية ام سلبية ،ومن اجل المضى قدما فى مقالتنا هذه نجد لزاما علينا ان نعرف مفهوم ادارة المشاعر ، ومدي اهمية هذا الموضوع لنا ، وكيفية استثمار مشاعرنا .
ادارة المشاعر هي القدرة على الفهم والسيطرة على مشاعرنا السلبية والايجابية ، وتحويلها لتحقيق الحد الاقصى من الفائدة المرجوة للفرد والجماعة .
و ادارة المشاعر : تعني الاستثمار الامثل للمشاعر لتحقيق افضل النتائج .
لماذا اسميناها ( ادارة ) للمشاعر ؟
1- لان المشاعر غالية ،يمكن ان تؤدي الى ربح مادي ومعنوي كبير او خسائر مادية او معنوية كبيرة ان لم نحسن التعامل معها.
2- ولأن المشاعر غالية فهي تحتاج الى ادارة ، مثل ادارة المال والعقار وإدارة الوقت ، ادارة العمل ....
3- اذا لم نحسن ادارتها ستهدر في ما لا نفع منه ، سواء كانت مشاعر فرح وسرور او مشاعر غضب وكراهية ونفور .
4- يجب ادارة المشاعر بايجابية لتحديد الكم والكيف والزمان والمكان والشخص الذي نوجه له المشاعر .
5- نحن مأمورون شرعا بإظهار مشاعر الحب والعطف وغيرها من المشاعر الايجابية ولكننا لم نؤمر بإظهار المشاعر السلبية ( كراهية ، بغض ، .... الخ )
6- المشاعر تحتاج الى سيطرة وتحكم حتى لا تتحكم هي بنا ، و نحن مسئولون عن مشاعرنا تجاه الاخرين ، والآخرون مسئولون عن افعالهم ومشاعرهم تجاهنا.
7- اذا كنا قادرين على ان ندير مشاعرنا فانه بإمكاننا ايضا ادارة مشاعر الغير كما ندير عقاراتهم وأموالهم ونحقق المكاسب لنا ولهم.
8- ادارة المشاعر تبني بيوت سعيدة وتصلح مشاكلها بينما الفشل في ادارة المشاعر قد يهدم بيوت مستقرة .
متى نحتاج الى ادارة مشاعرنا ؟
1- في التعامل مع الله .( حب وخوف وطمأنينة و امل .... )
2- في التعامل مع الذات .( احترام وتقدير وثقة .....)
3- في التعامل مع الغير. ( اسرتي ، اصدقائي ، زملائي ، الاخرون )
4- في التعامل مع الوطن وسلطاته ومؤسساته ( احترام ، تقدير ، وحب ...)
5- فى التعامل مع البشر عموماً ( حب ، تعاطف ، تسامح ..... )
لماذا نحتاج ادارة المشاعر ؟
1- استثمار المشاعر الايجابية للحد الامثل حسب " الوقت ، المكان ، الشخص المتلقى " بدون افراط ولا تفريط .
2- تحويل المشاعر السلبية الى ايجابية مع مراعاه :
- الغضب لله وحدوده فقط ، وما دون ذلك يمكن التسامح فيه .
- عدم المبالغة في المشاعر السلبية او الايجابية .
- توجيه المشاعر السلبية للسلوك والأفعال والأقوال وليس للأشخاص .
( انا احب فلان ولكني زعلان من كلامه او فعلته .... )
ماذا نعني بهدر و تبذير المشاعر ؟
1- المشاعر كما قلنا سابقا هي ثروة تحتاج للاستثمار والإدارة لتحقيق افضل العوائد، وعند اظهارها في كل الاوقات وكل الاماكن ولكل الاشخاص و بصورة مبالغ فيها ، تفقد قيمتها .
مثال : اذا قلت لكل شخص تراه " انا احبك " وهي مشاعر ايجابية :
- تفقد الكلمة معناها .
- تتهم بالنفاق .
- قد تقع في مشاكل قانونية وأخلاقية .
- قد تقع في احراجات اجتماعية وشرعية .
والعكس لو قلت لكل شخص ( انا حزين )
- لا يصدقك الناس
- يملون منك .
- ينفرون منك .
- تتهم بالمرض النفسي .
لذا يجب توجيه المشاعر لكل شخص حسب موقعه منا ، وحسب الوقت الذي يتوافق مع المشاعر ( المناسبات ) وحسب المكان الذي تقال فيه هذه المشاعر .
مثال : لا تظهر المشاعر الايجابية في اماكن الحزن ولا تظهر المشاعر السلبية في اماكن و أوقات الفرح .
و يتم تحويل المشاعر من سلبية الى ايجابية من خلال :
1- فهم مشاعر الاخرين وتقديرها .
2- تغيير الحوار الداخلي في التعامل مع الاحداث والأقوال وتفسيرها بمعاني ايجابية ، مثل " فلان لم يلق السلام علي " ، يمكن لم يراني ، " ابني لم يتصل يمكن مشغول " .
كيف نستثمر المشاعر في محيط الاسرة
" تغرس المشاعر الايجابية قبل الزواج " :
1- البيوت تبنى بداية على المشاعر الايجابية ( حب ، فرح) واستمرارها مرتبط باستمرار هذه المشاعر .
2- الانجاب والتربية مرتبط ايجابا بالمشاعر الايجابية وحسن ادارتها ، و إلا سوف نحصل على ذرية ذات مشاكل ومشاعر سلبية وأمراض نفسية .
3- يجب تربية الابناء على اظهار المشاعر الايجابية من خلال :
- الحوار الايجابي واحترام اراءهم وعدم تسفيهها .
- القدوة من الوالدين من خلال استخدام المشاعر الايجابية .
- فن التعامل بين الزوجين ومع الابناء والآخرين .
- الاسلوب القصصي من السيرة النبوية والقصص القرآني .
- ضرب الامثلة في الحب والتسامح من التراث الشعبي .
- من خلال حسن التعامل مع الخدم والآخرين .
- نشر ثقافة التطوع في المؤسسات الخيرية والإنسانية .
- توجيه المشاعر السلبية للسلوك وليس للشخص .
- توجيه المشاعر الايجابية للشخص نفسه لا للسلوك .
4- يجب العلم ان ما تراه ايجابا قد يراه الاخرون سلبا في الافعال و الاقوال والمشاعر .
( قد تفرح انت لإنجاب البنات مثلاً، ولكن البعض يحزن لذلك ، وقد يحزن الاخرون بسبب السفر ويفرح الاخرون بذلك ...)
عثمان المحطب
مركز الاسرة للاستشارات