الخميس، 3 مارس 2022

 

المتحف ذاكرة للتاريخ

 

يشهد الثامن عشر من مايو كل عام الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف تحت رعاية اليونسكو .. وهو اليوم الذي حدده المجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم) عام 1977 بهدف زيادة الوعي بأهمية المتاحف في تطوير المجتمعات.. باعتبارها الذاكرة الحية للشعوب.. يرتبط فيها الماضي بالحاضر.. وهي مدرسة لترسيخ الهوية ونشر الوعي الحضاري ودعم التربية والتعليم وإثراء الثقافة في المجتمع.

 ففي هذا اليوم تقوم متاحف العالم بتنظيم العديد من الفاعليات ، والاحتفال لا يقتصر على هذا اليوم فقط ، بل قد يستمر على مدى أسبوع أو ربما شهر ،حيث تسهم هذه  الفاعليات فى التعرف على التراث الانسانى وتطور الحضارات . 

عرف موقع منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم "اليونسكو" المتاحف بأنها مؤسسات دائمة غير ربحية، تعمل لخدمة المجتمع وتطويره ، كما أنها مفتوحة للجمهور ، والمتاحف تستطيع امتلاك الإثباتات المادية للسكان وبيئتهم المحيطة ، حيث تعمل على حفظها وإجراء بعض البحوث العلمية بشأنها ، كما تكون المتاحف مع التراث الأثري ما يُعرف بـ«التراث العالمي»، ويصل عدد المتاحف في العالم إلى ما يقرب من 55 ألف متحف .

وتبرز أهمية المتاحف كونها تشتمل على معلومات تاريخية وحضارية ، تساعد المواطنين والباحثين على فهم تاريخ أمتهم ، فهى نوافذ ثقافية تطل على الأمس ، ومفتاحاً لثقافة المجتمع ،وتضم المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها ، وعرضها ، والاطلاع عليها ، وهى أحد وسائل الاتصال ، التي تعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد حياة الشعوب ، وتُظهر المتاحف علاقة الحاضر بالماضي ، والمتاحف في العلم الحديث أصبحت مركزاً علمياً مهماً يُسهم في نشر وإبراز المعرفة ، والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات .

لما كانت المتاحف تشكّل مركزاً للحفظ والدراسات والتأمل في التراث والثقافة ، فلم يعد بإمكانها البقاء بمعزل عن القضايا الأساسية المرتبطة بعصرنا ،لذلك اقترح المجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم) فى عام 1992م أن يكون هناك شعار خاص لكل احتفالية سنوية ، لإلقاء الضوء على قضية محددة تساهم المتاحف فى إبرازها ، وكان شعار الاحتفال فى ذلك العام هو «المتاحف والبيئة»،ثم تعددت وتنوعت الشعارات فى الأعوام التالية ، فمثلا كان شعار عام 2008م «المتاحف وسائل للتغير الاجتماعي والتنمية»، وفي عام 2009م «المتاحف والسياحة» ، وعام 2011م«المتحف والذاكرة ، معروضات تحكى قصتنا» ، وعام 2012 م  كانت الاحتفالية تحت شعار  المتاحف في عالم متغير "تحديات جديدة ...الهامات جديدة " ،أما عام 2013 تحت شعار المتاحف « ( الذاكرة + الإبداع )= التغيير الاجتماعي »  ، وشعار 2015 م كان « التنمية المستدامة» ، وفى عام 2016 كان «المتاحف والأماكن الحضارية الأثرية» ،  اما هذا العام2017  فشعاره «ما لا يقال بالمتاحف » ، وهدفه هو تصحيح الكثير من الأفكار عن بعض الموضوعات لدى العامة .

المجلس الدولى للمتاحف .. وتعزيز وتطوير المتاحف :

 

أنشئ المجلس الدولي للمتاحف عام 1946، وهو منظمة غير حكومية يشتمل دورها على وضع معايير مهنية للمتاحف ، وتعزيز التدريب وتطوير المعرفة ورفع مستوى الوعي العام ، حول أهمية المحافظة على التراث ،من خلال شبكة من المتاحف التي هي جزء من أيكوم"، المنظمة العالمية للمتاحف ( International Council of Museum ) ، التي تضم أكثر من 32 ألف عضو من الخبراء العاملين في المتاحف من 136 دولة وإقليم حول العالم .

المتاحف ودورها فى المعرفة والتربية والتعليم والثقافة :

المتاحف لها دور هام  فى عملية المعرفة والتربية والتعليم والثقافة على اختلاف أنواعها ، فهى مركز ثقافي وعلمي وتربوي وتعليمي  يفتح المجال لكل من سعى لزيادة معرفته ، وتطوير ثقافته في عصر ينادي بشعار الثقافة والمعرفة للجميع ،فالوثائق المحفوظة في المتحف هى وثائق تاريخية وحضارية ووسائل تعليمية نادرة ومهمة في مختلفة الدراسات التاريخية والاجتماعية والثقافية، فهي مصدر لمعلومات مهمة من  شأنها أن تفيد الباحث، وتوحي له بأفكار ونظريات جديدة، وتعتبر من المصادر والمراجع والوثائق في بحوثه ودراساته .

 ومن خلال المتاحف أيضاً يتعرف الناس على الموروث الثقافي للشعوب والعادات والتقاليد ، إلى جانب دورها في تنمية روح الانتماء للوطن ، كما أن زوار المتحف يشعرون بزيادة معلوماتهم وبتطوير تفكيرهم. كما أصبح للمتاحف أيضاً دور في التفاعل بين الثقافة والطبيعة، حيث يقوم عدد متزايد منها بتركيز اهتمامه على العلم والعلوم الطبيعية والتكنولوجيا .

وتتعدد فى الوقت الراهن أنواع المتاحف ، ولكل منها أهدافه وأسلوب عمله ومنها : متاحف التاريخ الطبيعي - المتاحف العلمية -  متاحف الآثار- المتاحف الزراعية - متاحف الشمع - متاحف الأحياء المائية - متاحف الجيولوجيا - متاحف الطوابع - متاحف الأطفال .... وغيرها .